]ومهما يكن من شيء فالحسنة تنسب إلى الله تعالى سواء فسرناها بالعمل الصالح أو بالنعمة والرخاء، والسيئة
تنسب إلى العبد لأنها كانت بسببه ولما صح أنه السبب في وقوعها وإحداثها صح نسبتها إليه كما في الآية الكريمة (ما
أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) سواء كانت السيئة معصية أم كانت من قبيل المحن
والمصائب فإن العبد هو السبب فيها وإذا كان الله قد قضاها وكتبها فليس في ذلك جبر ولا إلزام للعبد بها، وإنما هو
تسجيل لما سيقع منه بناء على العلم السابق بما سيفعله العبد من أسباب تؤدي إليها.
والآية السابقة تقفنا على سؤال لابد منه وهو: إذا كانت الطاعة والمعصية أو النعم والمصائب مقدرة، فلماذا فرق
الله بينهما فأسند الحسنة إليه سبحانه، وأسند السيئة إلى نفس العبد مع أن الجميع بقضاء الله؟
هل لأن الإنسان هو السبب في نزول المصائب به أو لأنه ارتكب المعصية باختياره فأسندت إليه؟ ولكن هل أثر
الإنسان يعدّ سبباً تاماً في ذلك حتى تتوقف عليه النتيجة من جميع وجوهها؟[/]
_*~( سحر الأنمي )~*_